- ملخص
- إطلاق عملية عسكرية: المعارضة السورية تبدأ عملية “ردع العدوان” لتوسيع المناطق المحررة وردع هجمات النظام.
- تقدم ميداني: سيطرة على 17 موقعاً استراتيجياً بريف حلب الغربي وأسر قوات للنظام.
- تصعيد النظام: غارات جوية وقصف مدفعي مكثف يستهدف المدنيين والبنية التحتية.
- أزمة إنسانية: نزوح أكثر من 57,000 شخص مع نقص في الخدمات.
- مخاطر التصعيد: استهداف مواقع تركية واحتمال انهيار اتفاقيات التهدئة.
- دعوات دولية: المعارضة تطالب بدعم دولي وحل سياسي للأزمة.
انطلاق عملية “ردع العدوان” وسط تصعيد ميداني
في ظل التوتر المتزايد في شمال غربي سوريا، أعلنت فصائل المعارضة السورية بدء عملية عسكرية واسعة النطاق تحت اسم “ردع العدوان”. تأتي هذه العملية بقيادة “إدارة العمليات العسكرية” بهدف توسيع المناطق الآمنة وضمان عودة النازحين إليها بكرامة وأمان. وتمثل هذه الخطوة رد فعل على التحركات الأخيرة للنظام السوري الذي صعّد هجماته في المناطق المحررة، مستهدفاً المدنيين والبنية التحتية في ريفي إدلب وحلب.
-
أهداف العملية:
تسعى الفصائل المعارضة من خلال هذه العملية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، من أبرزها:
توسيع المناطق المحررة: بهدف تأمين ملاذ آمن للمدنيين الهاربين من القصف والانتهاكات، وتعزيز نفوذها في المنطقة.
ردع النظام عن التصعيد: وإجباره على الالتزام بوقف إطلاق النار، والعودة إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية.
تحسين الأوضاع الإنسانية: من خلال تأمين الطرق وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، وإعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة، وتوفير الخدمات الأساسية للمدنيين.
تغيير موازين القوى: على الأرض لصالح المعارضة، وزيادة قدرتها على التفاوض مع النظام.
-
تفاصيل المعارك:
-
تقدم ميداني للفصائل المعارضة في ريف حلب الغربي
خلال الساعات الأولى من انطلاق العملية، حققت الفصائل المعارضة تقدماً ملموساً على عدة محاور في ريف حلب الغربي. وتمكنت من السيطرة على 17 بلدة وقرية، بحسب تأكيدات غرفة عمليات “ردع العدوان”، التي أوضحت أن القوات المهاجمة استولت على أسلحة ثقيلة تشمل خمس دبابات وعربات مدرعة. بالإضافة إلى ذلك، تم أسر العشرات من عناصر قوات النظام. وأظهرت تسجيلات مصورة انسحاب قوات النظام من محاور الاشتباكات، في مشهد يعكس حالة من الارتباك في صفوفه.
-
معارك العنيفة في ريف حلب الغربي
شهدت جبهات القتال في ريف حلب الغربي معارك ضارية استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وبفضل التخطيط الجيد والتنسيق بين مختلف الفصائل، تمكنت الفصائل المعارضة من تحقيق تقدم ميداني كبير. حيث سيطرت على عدد كبير من القرى والبلدات الاستراتيجية، منها: قبتان الجبل، الشيخ عقيل، وحور.
[المواقع التي سيطرت عليها الفصائل العسكرية حتى الساعة الخامسة مساء].
- 1/ الشيخ عقيل بريف حلب الغربي
- 2/ قرية بالا بريف حلب الغربي
- 3/ قرية قبتان بريف حلب الغربي
- 4/ قرية حير دركل بريف حلب الغربي
- 5/ قرية القاسمية بريف حلب الغربي
- 6/ قرية كفربسين بريف حلب الغربي
- 7/ قرية حور بريف حلب الغربي
- 8/ تجمعية المعري بريف حلب الغربي
- 9/ قرية السلوم بريف حلب الغربي
- 10/ قرية عنجارة
- 11/ بلدة عاجل بريف حلب الغربي
- 12 / قرية الهوتة بريف حلب الغربي
- 13/ قرية أورم الصغرى بريف حلب الغربي
- 14/ جمعية السعدية
-
قصف عنيف من النظام السوري وحلفائه
ردت قوات النظام السوري وحليفتها روسيا بشن سلسلة هجمات مكثفة شملت غارات جوية وقصفاً مدفعياً على مناطق متفرقة. استهدفت هذه الهجمات بلدات دارة عزة، الأتارب، وسرمين، بالإضافة إلى معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا. كما استخدمت القوات قنابل عنقودية في استهداف بلدة الأتارب، ما أدى إلى إصابة طفلة بجروح ودمار واسع في الممتلكات المدنية.
-
الطيران الحربي يدخل أجواء إدلب لأول مرة منذ 2020
في تطور خطير، دخلت الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري أجواء محافظة إدلب للمرة الأولى منذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين تركيا وروسيا في مارس 2020. استهدفت الطائرات مواقع قرب بلدة النيرب ومناطق أخرى في ريف إدلب، مما يعكس تحولاً في قواعد الاشتباك المتفق عليها. يُذكر أن التدخل الجوي السوري كان قد توقف خلال السنوات الماضية، واقتصر على الطيران الروسي.
-
الأهداف الاستراتيجية للعملية العسكرية
صرح المقدم حسن عبد الغني، المتحدث باسم إدارة العمليات العسكرية، أن العملية تهدف إلى ردع اعتداءات النظام وتأمين المناطق المحررة من خطر الميليشيات الإيرانية، التي وصفها بأنها عامل رئيسي في زعزعة أمن المنطقة. وأكد أن العمليات مستمرة لإبعاد خطر النظام عن الشمال السوري وإرساء الظروف الملائمة لعودة المهجرين، معتبراً أن العملية ليست خياراً بل ضرورة فرضها الواقع الميداني والتصعيد المستمر من قبل النظام.
-
النظام يوسّع دائرة القصف واستهداف المدنيين
استمر النظام السوري في استهداف المناطق المدنية، حيث قصف مدن وبلدات في ريف إدلب الشرقي وريف حلب الغربي، ما أسفر عن وقوع إصابات بين المدنيين، من بينهم امرأتان أثناء عملهن بجني الزيتون قرب مدينة سرمين. كما استهدفت الصواريخ والمدفعية المنطقة الصناعية بمدينة إدلب، ما أدى إلى تدمير واسع في البنية التحتية.
-
الواقع الإنساني: مأساة النزوح تتفاقم
وسط استمرار القصف، تشهد مناطق الشمال السوري موجة نزوح واسعة. وأفادت منظمة “منسقو الاستجابة” بأن أكثر من 10,700 عائلة، بما يعادل نحو 57,400 شخص، نزحوا من ريفي إدلب وحلب خلال الأيام الماضية فقط. ويواجه النازحون أوضاعاً إنسانية صعبة، مع انخفاض درجات الحرارة ونقص حاد في الخدمات والملاجئ الآمنة.
-
توسع نطاق السيطرة في ريف حلب الغربي
أعلنت الفصائل المعارضة عن سيطرتها على مواقع استراتيجية عدة، من بينها الفوج 46، بلدة عاجل، وقريتي أورم الكبرى وأورم الصغرى. وذكرت غرفة العمليات أن السيطرة على هذه المناطق تمت بعد اشتباكات عنيفة، شهدت خسائر فادحة في صفوف النظام. وأكدت المعارضة أنها ماضية في خطتها لدحر قوات النظام، رغم الدعم الكبير الذي تتلقاه من حلفائها الروس والإيرانيين.
-
استهداف النقاط التركية والتحذيرات من تصعيد أوسع
في تطور آخر، قصفت قوات النظام النقطة العسكرية التركية في معارة عليا بريف إدلب، مما يعكس تصعيداً جديداً يهدد بتوسيع دائرة النزاع. كما شنت الطائرات الروسية غارات على مناطق قرب بلدة كفرتعال في ريف حلب الغربي، وسط مخاوف من انهيار كامل لاتفاقيات التهدئة.
-
تصريحات المعارضة والدعوة لدعم دولي
في تصريح له، أكد وزير الإعلام في “حكومة الإنقاذ”، محمد العمر، أن الشعب السوري يخوض معركة تحت شعار “حق العودة وردع العدوان”، معتبراً أن العملية الحالية هي حق مشروع لاستعادة الأرض والكرامة. ودعا العمر المجتمع الدولي ووسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على هذه القضية، ونقل معاناة السوريين النازحين.
-
سيناريوهات المرحلة المقبلة
مع استمرار التصعيد على الجبهات، يطرح مراقبون تساؤلات حول السيناريوهات المحتملة، خاصةً مع اقتراب المعارضة من مدينة حلب. وتوقع محللون عسكريون أن يؤدي تقدم المعارضة إلى زيادة الضغط على النظام، ما قد يدفعه إلى تصعيد شامل باستخدام القوة الجوية بشكل أكبر. في الوقت ذاته، يواجه الشمال السوري أزمة إنسانية متفاقمة مع استمرار حركة النزوح.
فريق منسقو الاستجابة: نزوح أكثر من 10 آلاف عائلة من أرياف حلب وإدلب
فريق منسقو الاستجابة: ارتفاع أعداد النازحين إلى مستويات قياسية هي الأعلى منذ سنوات، حيث تجاوزت أعداد النازحين من أرياف إدلب وحلب أكثر من 10,728 عائلة (57,432 نازح) حتى الآن، مع استمرار عملية إحصاء النازحين في مختلف مناطق إدلب وريف حلب الشمالي.
يرى الخبراء أن هذا التصعيد العسكري يعكس فشل الجهود الدولية في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في سوريا، ويؤكد على الحاجة إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية يضمن حقوق جميع السوريين في العيش بسلام وكرامة. كما يشير الخبراء إلى أن استمرار الصراع سيؤدي إلى مزيد من التطرف والعنف، وسيشجع القوى الإقليمية والدولية على التدخل في الشأن السوري، مما يزيد من تعقيد الأزمة.
-
معركة مستمرة ومخاوف إنسانية متزايدة
في ظل التصعيد العسكري والتدهور الإنساني، يبدو أن شمال غرب سوريا يواجه مرحلة جديدة من المواجهات، في ظل غياب أفق لحل سياسي ينهي معاناة المدنيين. تظل المخاوف قائمة من أن تؤدي هذه التطورات إلى انهيار كامل لاتفاقيات التهدئة وإعادة إشعال الصراع في المنطقة بشكل أشد ضراوة.