تشهد منطقة شمال لبنان حالة من الجدل بعد إلقاء القبض على ستة أطباء أسنان وطبيب عظام يحملون الجنسية السورية، حيث تم تسليمهم إلى الأمن العام في بيروت ووضعهم قيد الاحتجاز بتهمة مزاولة المهنة بصورة غير شرعية ومخالفة قوانين العمل الطبية، وذلك بأسعار منافسة بالمقارنة مع الأطباء اللبنانيين.
“منظمات حقوقية لبنانية تعبر عن قلقها من تسليم ستة أطباء سوريين إلى نظام الأسد بعد اعتقالهم في بيروت. يُتهم الأطباء بمزاولة مهنتهم بصورة غير شرعية وخرق قوانين العمل الطبية، مما يعرض حياتهم للخطر.”
الرواية الرسمية
وفقًا لتصريح المحامي محمد صبلوح لصحيفة “المدن”، الذي يدافع عن الأطباء بتوكيل من أفراد عائلاتهم، يؤكد أن الأطباء لا يمتلكون عيادات خاصة، بل يقدمون المساعدة للسوريين الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الكشف الطبي الباهظة. يعبر صبلوح عن مخاوفه من تسليم الأطباء إلى النظام السوري، مشيرًا إلى أنهم تم استدراجهم إلى بيروت بحجة استلام هواتفهم التي سلمتها السلطات الأمنية في طرابلس.
تفاصيل القبض والشكاوى
وتشير معلومات خاصة بـ”المدن” إلى أن نقابة أطباء الأسنان في شمال لبنان قدمت أكثر من شكوى ضد هؤلاء الأطباء، متهمة إياهم بمزاولة مهنة طب الأسنان بصورة غير شرعية وجذب الزبائن بأسعار منخفضة خلافًا للقوانين.
رغم رفض بعض أفراد عائلات الأطباء التصريح، خوفًا على مصير أبنائهم، أفادوا بتلقيهم تطمينات حول إمكانية الإفراج عنهم قريبًا، في ظل المخاوف المتزايدة من ترحيلهم إلى سوريا.
تظل قضية الأطباء السوريين في لبنان قضية حساسة، حيث تنقلب النظرة إليهم بين من يرونهم بمثابة خدمة إنسانية ومن يرونهم بمثابة انتهاك للقوانين. يستمر الجدل حول مصيرهم وسط توقعات بمواصلة الأمن العام للتحقيقات واتخاذ إجراءات قانونية ضدهم.