التجمع الوطني الديمقراطي السوري
البيان التأسيسي
بَعدَ إنقضاء قرابة عامين ونصفٍ على بدء الثورة السورية، بات جلياً أنَّ ما أصابها من مدٍ وجذر، نتيجة الارهاصات الإقليمية والدولية، وما أصابها من تجاذبات مختلفة، جعلت تقدمها نحو النصر أبطأ من إرادة ثوارها الأبطال، الذين مابرحوا يتصدون لقمع النظام وتغوُّلِهِ المُفرط في قتلِ شعبنا الأبي، وتدمير جيشه الوطني المسلوب، وتخريب البيئة المعيشية لتهجير ما أمكن من البيئة الحاضنة للأبطال من الجيش الحر والمقاتلين الثوريين المرابطين بإيمان وثبات على مساحة الوطن على الرغم من محاولة النظام بالاستفادة القصوى من فشل تنظيمات المعارضة في الخارج التي يمكن وصفها ، في أحسن حالاتها، بأنها الحصان المَلجُوم وراء عربة الثورة. وفي ظل المخاطر الراهنة على القوى الوطنية الثورية التي مازالت تُضحي في الداخل بإمتياز، رغم قلة الموارد والدعم، حتى أوهنها التفكك نتيجة سوء استخدام المال السياسي، والارتهان إلى رؤى تتمايز بين إرتباط مشبوه وبين صراعاتٍ على تقاسم المراكز الحساسة لمصلحة بعض المتسلقين عليها، كان لابدَّ من العمل على تصحيح مسار الثورة، وإعادة إرادتها المسلوبة بالقرارات الخارجية، كي تَحُثَّ خُطاها بتواتر سريع نحو النصر. لذلك إنبرى الوطنيون من أبناء الشعب السوري الشرفاء، من أفرادٍ وتجمعات، ليُعلنوا النفرة لإنقاذ ثورتهم، مُعاهدينَ الله في العلانية، وبكل شفافية على تشكيل «التجمع الوطني الديمقراطي السوري»، كمُكَوَّنٌ سياسي ديمقراطي، ولد من رَحِمُ الثوره السورية من أجل إعادة الحريه والكرامة المسلوبة ، وما رافقها من معاناة الشعب السوري من تشرذم المعارضة، وتسلط النظام القمعي الحاكم المستبد على البلاد وأرقاب العباد ويعمل هذا التجمع على بناء دولة الديمقراطية، دولة التعددية، دولة القانون، ودولة المساواة في الحقوق والواجبات لجميع مكونات الشعب السوري على الأرض السورية الموحدة، الذي يحفظه ويصونه الدستور.
إنَّ الأولوية في هذه المرحلة، هو توحيد كافة القوى الوطنية في الداخل والخارج، للعمل مجتمعين على حماية الثورة ودعمها بما يتسنى لهم من قوة للاتصال بحكومات الدول الإقليمية والدولية والمنظمات غير الحكومية، لإيصال ما يريده الثوار على الأرض من دعم لوجستي ومادي ،وإغاثي والعمل على توظيف طاقات شعبنا، لتصب في مصلحة انجاح الثورة وتحقيق أهدافها، ملتزمون أمام الله والشعب بأن يُنجزوا بالسرعة القصوى ماعاهدوا عليه، لإسقاط النظام ووقف نزيفِ الدَمِ ودمار
الوطن .
يدعو التجمع كل المكونات والأفراد الوطنية الشريفة الأخرى، أنْ ترفُدَ التجمع بقواها، لتطهير الفساد وتصحيح الأخطاء، التي تُعيقُ مسيرة الثورة، مُراهنين على الله وعلى إرادة كل شريف، أنْ ينبري للتصدي لكل المؤامرات التي تحاك وراء كواليس السياسة، حيثُ يُريدونَ فَرض الأمر الواقع الذي يُمَهدُ لتقسيم الوطن وتجزأته. فالنخوة الوطنية تستدعي من الجميع المواطنة ليست هي الانتماء إلى وطن، بل أن يكون كل منا هو الوطن. والتاريخ دائماً يُسجل.
النفرة، عاشت ثورتنا الأبية والرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار والنصر قريب يإذن الله وإرادة شعبنا.
صدر بتاريخ 01/ تموز/2013